بقلم المحامي/ يوسف الرشيدي
يشير مصطلح القوة الناعمة إلى النموذج المعاكس للقوة الخشنة التي تعتمد على القوة العسكرية، وأصبح العديد من دول العالم الأن تركز على القوة الناعمة كاستراتيجية جديدة تساعدها على تقديم نفسها كدولة مؤثرة عالمياً، حيث أن القوة الناعمة يستخدمها العديد من الدول من خلال الإعلام والسياحة والاقتصاد والفنون، وفي الآونة الأخيرة أصبح مجال الرياضة من أفضل وأهم القوى الناعمة المستخدمة لدى الكثير من الدول، والتي بدورها المتميز تجعلها من الدول ذات الاسم المؤثر بين باقي دول العالم.
والجدير بالذكر أن استخدام بعض الدول للرياضة كإحدى وسائل القوة الناعمة بات ينتج عنه إعجاب الآخرين بصورة الدولة كنموذج للنجاح الاقتصادي، ودورها في تقديم مساعدات التنمية المستدامة ودعم أهدافها، فالرياضة بالنسبة للعديد من الدول تعتبر من أفضل روافد الاقتصاد، بل وتعتبر من أهم مصادر الدخل القومي ما لم يكن الاعتماد عليها كلياً، فمن أبسط صور الاستفادة الاقتصادية من الرياضة، هو خلق العديد من فرص العمل، بحيث نجد مدراء النوادي والشركات الرياضية، وأيضاً المستشارون والمعلقون الرياضيون والمدربين، والموردين للمعدات والأدوات الرياضية، هذا بالإضافة إلى حقوق البث للمباريات، والإعلانات عن التي تحمل اسم الشركات الوطنية الراعية للفرق الرياضية.
وإذا توسعنا أكثر نجد أن تأسيس النوادي والشركات الرياضية في الدولة يحقق لها أفضل دعم اقتصادي تتمناه، كما أنه في حال وصول تلك الدول إلى أكبر المراكز الرياضية حول العالم وذلك من خلال الألعاب الأولمبية والمسابقات والأحداث الرياضية الهامة مثل كأس العالم وغيرها من الفاعليات الرياضة، تعد أفضل معزز لمكانة الدولة الرياضة وزيادة الإحساس بالفخر نحوها، هذا بجانب دعم تلك الألعاب والمسابقات لتنشيط القطاع السياحي في الدولة، حيث أن استضافة الألعاب الأولمبية وكأس العالم وغيرها من المسابقات الرياضية تعزز من القيمة السياحية للبلدان المستضيفة وغيرها الكثير من الفوائد الاقتصادية الهامة.
وكمثال هام لاستخدام الرياضة كإحدى وسائل القوة الناعمة والتي اثبت جدارتها بين جميع شعوب العالم، هو استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022م، والذى جعلها محط أنظار العالم كله خلال فترة المونديال وبعده، حيث أنه بإتمام الاستضافة، دخلت قطر التاريخ من خلال جلب تلك بطولة إلى منطقة الشرق الأوسط لأول مرة، حيث أنه مع قدوم عشرات المنتخبات وآلاف المشجعين من جميع أنحاء العالم للمشاركة في هذا الحدث الرياضي ستحظى الشركات والمؤسسات في المنطقة بدفعة قوية تُسهم في تعزيز أعمالها، بما ينعكس على نموها الاقتصادي، وجعل تدفق الإستثمار يتزايد بأضعاف ما كان عليه سابقاً.
ويمكننا الإشارة أيضاً إلى توجه المملكة العربية السعودية لاستخدام الرياضة كقوة ناعمة من خلال الاهتمام بتطوير المنظومة الرياضية لديها، وضم أشهر لاعبي كرة القدم للنوادي السعودية، مثل شراء نادي النصر للاعب البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو، الذي سيكون له دور كبير في رفع شأن نادي النصر بشكل خاص والكرة السعودية بوجه عام، ومن الناحية أخرى لما يحمله اللاعب البرتغالي من نجومية وشهرة عالمية تربط اسم المملكة في ذهن كل مشجعي ومحبي رونالدو، كذلك ذكر اسم نادي النصر السعودي في كل الصحف الرياضية العالمية المهتمة بنشر أخبار رونالدو، بالإضافة إلى الاستفادة من حقوق بث المباريات التي يشارك فيها اللاعب الشهير.
وبهذا نكون قد أكدنا على أهمية استخدام الرياضة في وقتنا الحاضر كقوة ناعمة، تتمكن الدولة من خلالها من رفع مكانتها الإقتصادية وجعل اسمها اسماً مؤثر بين باقي دول العالم أجمع.
قد يهمك قراءة: التزامات اللاعب المحترف جزئيا في عقد الاحتراف