يتطلع دائماً أصحاب المشاريع والشركات الكبرى لمواكبة كل ما هو جديد ومفيد وخدمي لأنشطتهم، ويزداد التطلع بالأخص فيما يكون بمثابة الأداة الفعالة في تسهيل كافة المعاملات القانونية والمالية التي تقوم بها تلك الشركات، ويعد من أكثر تلك العمليات حساسية وسرية بالنسبة للشركات هي عمليات الاندماج والاستحواذ، ولهذه الأسباب بات الحرص على توافر أهم أداة في الشركات وهي ما تعرف بغرف البيانات، حيث سيكون محور هذا المقال هو كل ما يخص غرف البيانات من حيث التعريف والأنواع والمزايا والأغراض وغيرها، وذلك كونها من أكثر الأدوات العملية التي يجب توافرها داخل كل شركة تريد تسهيل إجراء كافة أعمالها القانونية وبالأخص عقد صفقات الاندماج والاستحواذ.
ما هي عمليات الاندماج والاستحواذ؟
عادة تشير عمليات الاندماج والاستحواذ إلى انضمام شركتين أو أكثر لتشكيل كيان كبير واحد، بحيث تنتقل وتقع كافة الأصول والخصوم وحتى العلامة التجارية تحت يد كيان واحد، وبالرغم من وحدة المضمون في فكرتهما، إلا أنه يوجد اختلاف بين الاندماج والاستحواذ، حيث تعد عمليات الاندماج انضمام شركتين أو أكثر بالتراضي بحيث ينتج عن هذا الدمج نشأة كيان أو مؤسسة جديدة، وغالباً يكون الدافع وراء عمليات الدمج هو توسيع الشركة لحصتها في السوق والدخول إلى أسواق جديدة، أما الاستحواذ هو يكون عبارة عن عرض شراء أسهم في الشركة تصل إلى نسبة 50% من إجمالي الأسهم، بحيث ينتج عن هذا الشراء منح الشركة المستحوذة السيطرة على القرارات الصادرة، كما أن أكثر الشركات التي تتداول بقيمة منخفضة مقارنة بالإمكانات تكون أكثر عرضة للاستحواذ.
ما هي غرف البيانات؟
إن غرف البيانات في تعريفها المُبسط تعتبر من أهم الأماكن التي يتم فيها الاحتفاظ بكافة المعلومات ذات الطابع السري أو التي تكون مميزة أو في غاية الأهمية والحساسية، كما أن الجدير بالذكر أن كافة تلك البيانات الهامة والسرية خاصة ما ترتبط بالإجراءات القانونية، وكما أشرنا يكون ارتباطها أكثر بعمليات الاندماج والاستحواذ، بحيث يتم تخزين كل ما هو متعلق بتلك العمليات من أوراق ومستندات ووثائق وملفات.
ما هي أنواع غرف البيانات؟
إن لغرف البيانات نوعان أساسين، وهما كالآتي:-
1- غرف البيانات المادية أو الواقعية
إن غرف البيانات المادية أو الواقعية، تعرف أيضاً في بعض الشركات بغرفة العناية اللازمة أو العناية الواجبة، حيث أن تلك الغرفة في الواقع عبارة عن موقع مادي يتم إنشائه من خلال البائع، بحيث يقوم بتخزين كافة المستندات والوقائع والملفات الخاصة والرئيسية المطلوبة والتي تكون دائماً مطلوبة لتنفيذ عمليات الاندماج والاستحواذ، كما أن تواجد هذه الغرفة بشكل فعلي داخل الشركة، ويتيح للمشتري أيضاً أو من يمثله في صفقات الاندماج والاستحواذ الوصول لها قبل إغلاق المعاملة أو الصفقة، وذلك كون المشتري سوف يكون في حاجة إلى جمع أو الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الشركة التي تم شراؤها قبل إتمام الصفقة، ولهذا تعد هذه الغرفة بمثابة الخزانة الأمانة والمؤمنة والمراقبة باستمرار لتجنب عدم وصول الأشخاص الغير مصرح لهم لها، وكذلك يكون في عادة البائع تمكين مشتري واحد فقط من استخدام تلك الغرفة، وذلك من خلال فريقه المختص، بحيث يضمن الحفاظ على أمان وسرية المستندات والوثائق المخزنة في غرفة البيانات المادية.
2- غرف البيانات الافتراضية
مع تزايد المعاملات التجارية بين الشركات حول العالم وبالأخص عقد صفقات الاندماج والاستحواذ، فإن تلك الصفقات تحتاج في أغلب الأوقات الانتقال للدول التي تكون بها الشركات محل الصفقات، ولتسهيل تلك الصفقات الدولية ومع تطور التكنولوجيا وبالذات التكنولوجيا المرتبطة بالمعلومات، لجأت العديد من الشركات إلى إنشاء غرف بيانات افتراضية، والتي تسهم بشكل كبير في خفض تكاليف الانتقال والسفر وكذلك خفض نفقات البناء لتوفير غرف بيانات الواقعية لتكون ذات مساحة كبيرة لتستوعب الأعداد الكبيرة من المشترين المحتملين، حيث تعتبر غرف البيانات الافتراضية هي بمثابة الحل السحابي الأمثل، لمشاركة وتخزين جميع البيانات السرية والهامة لعقد الصفقات، بالإضافة لإتاحة تلك الغرف الفرصة للمشترين من الوصول لكل تلك المعلومات من خلال اتصال آمن بشبكة الانترنت.
ما هي مزايا استخدام غرف البيانات الافتراضية؟
تجدر الإشارة بأن مع تطور التكنولوجيا باتت غرف البيانات الافتراضية الحل المستبدل للغرف الواقعية، حيث أنها بالإضافة للأسباب السابق ذكرها، تعتبر غرف البيانات الافتراضية ذات كفاءة عالية وجدارة اقتصادية كبيرة، هذا بجانب سهولة استخدامها مع سرعة وسهولة الوصول للبيانات والمعلومات المطلوبة مع وجود إجراءات أمنية ذات جودة عالية.
كما أن استخدام غرف البيانات الافتراضية بالنسبة للمشتري يمنحه توفيرا للوقت والمجهود، بالإضافة لتسهيل عملية وصوله إلى أي بيانات لازمة في أي وقت ومن أي مكان دون بذل عناء، فكل ما يحتاجه هو التواصل مع الشركة المراد عقد الصفقة معها من خلال اتصال شبكي آمن.
وكذلك يتميز استخدام الشركات لغرف البيانات الافتراضية بقدرتها على الحصول على عدد أزيد من المشترين المحتملين، كون مجرد الدخول إلى غرفة بياناتها لا يتطلب المشقة أو التواجد في مقر الشركة أو الذهاب إلى غرفة البيانات، ولا يجب أن ننسى أن تلك الغرف تتمتع دائماً بوجود وتوافر المستوى الأمني العالي باستمرار لضمان حماية المستندات والملفات سواء من السرقة أو الاختراق أو حتى التلف والفقد.
هل يوجد أخطار من استخدام غرف البيانات الافتراضية؟
بالرغم من ضرورة استمرار توافر ما أشرنا إليه من مستوى أمني عالي لغرف البيانات الافتراضية حتى يتم التمكن من حماية كافة الوثائق والملفات والمستندات اللازمة لعقد صفقات الاندماج والاستحواذ من السرقة أو الاختراق أو التلف والفقد، إلا إنه قد يحدث إجراء بعض المحاولات لإمكانية اختراق تلك الغرف من خلال ما يسمى بقرصنة الإنترنت أو الهجمات السيبرانية بالرغم من وجود الأدوات الأمنية عالية المستوى، ومن ناحية أخرى قد يحدث أيضاً التفاجئ بدخول بعض الأشخاص غير المرخص لهم لغرفة البيانات الافتراضية، كما أنه بالرغم أيضاً من سهولة الحصول على كافة المعلومات والبيانات اللازمة إلا أنه لا يمكن للبائع التواصل مع المشتري وجهاً لوجه بغرض التحقق من بعض البيانات أو التفاصيل المتعلقة بالصفقة والتي تحتاج للتوضيح أو التفسير.